المقاربات البيداغوجية، إعداد: بوياعبو مروان، حميد نبيل، فاطنة لشهب، عبد الرزاق زيري، أيوب أوتزكي.
تعريف المقاربة :
أ ـ في اللغة:
هي مصدر غير ثلاثي على وزن مفاعلة، فعله
قارب، على وزن فاعل، المضارع منه يقارب، ومثله قاتل، يقاتل، مقاتلة، ياسر، يياسر،
مياسرة، وهي تعني في دلالتها اللغوية المعنى دناه، وحادثه بكلام حسن، فهو قربان،
وهي قربى، ومنها تقاربا، ضد تباعدا.
ب ـ في الاصطلاح:
ويقصد بها الكيفية العامة، أو
الخطة المستعملة لنشاط ما (مرتبطة بأهداف معينة)، والتي يراد منها دراسة وضعية، أو
مسألة، أوحل مشكلة، أو بلوغ غاية معينة، أو الانطلاق في مشروع ما، وقد استخدمت في
هذا السياق كمفهوم تقني للدلالة على التقارب الذي يقع بين مكونات العملية
التعليمية التعلمية، التي ترتبط فيما بينها عن طريق علاقة منطقية، لتتآزر فيما
بينها من أجل تحقيق غاية تعلمية، وفق استراتيجية تربوية، وبيداغوجية واضح.
المقاربة إذن، هي أساس نظري يتكون من مجموعة
من المبادئ يتأسس عليها البرنامج أو المنهاج، وبناء عليه فالمقاربة هي الطريقة التي
يتناول بها الدارس أو الباحث الموضوع، أو هي الطريقة التي يتقرب بها من الشيء
المراد دراسته.
ويقصد بالمقاربة الأساليب والمبادئ العامة
الخاصة بالتعليم والتي يتم إستخدامها في ممارسة التدريس ويعني بذلك الفلسفة
التربوية التي تستخدم لوصف المعتقدات حول طريقة تعلم الناس وهو ما يعني علم أصول
التدريس رفيع المستوى لكي يصف نهج واسع بين العمل والفلسفة.
ويمكن تعريف
المقاربة على إنها قرار تعليمي يتخذه المدرس لكي يدعم تعلم الطلاب ومشاركتهم وهي
التفاعلات التي تحدث بين المتعلم وبين المدرس وبين المتعلم والمتعلم الآخر.
المقاربة بالمضامين:
قلنا إن المقاربة هي الطريقة التي يتناول بها الشخص
أو الدارس أو الباحث الموضوع، أو الطريقة التي يقدم بها الشيء، وهي الفلسفة التي
تحكم طرائق التدريس. وقد اعتمد المغرب ثلاث مقاربات منذ الاستقلال إلى الآن، وهي:
المقاربة بالمضامين، والأهداف والكفايات. وموضوع هذا المحور هو المقاربة
بالمضامين.
إن
المقاربة بالمضامين موغلة في القدم، تستقي مبادئها ومنطلقاتها من المدارس
التقليدية، ويجمع ةكل الباحثين التربويين المغاربة على أنها أو مقاربة اعتمدها
النظام التربوي المغربي، وهي نموذج تقليدي استمر رائجا في المناهج المغربية إلى
يومنا هذا رغم محاولة تجاوزه منذ الثمانينات في الخطاب التربوي الرسمي.
وقد ظهرت
بعد الاستقلال سنة 1956، واستمرت إلى غاية 1985، وهذا لا يعني أنها انقرضت بعد هذه
السنة، بل إنها لازالت حاضرة في المدرسة المغربية إلى الآن، رغم زعمهم أن التدريس
اليوم بالكفايات.
-خصائصها:
· "أن
محورها الأساس هو المحتوى أي: "ماذا نتعلم؟" ومركز اهتمامها المدرس
والأنشطة التي يقوم بها."[1]
وهذا يعني أنها تركز على البعد المعرفي أكثر من البعد النفسي والاجتماعي للمتعلم.
·
"تعطي للمعرفة اللغوية (دراسة قواعد
اللغة) ةونا كبيرا كونها العامل الأساس في فهم العالم المحيط بالمتعلم.
·
"تعتمد في عملية التقويم على حفظ القواعد وتذكرها وتحليل كيفية اشتغالها داخل نصوص لغوية
مجردة من أي سياق."[2]
· تعتمد
على أسلوب الإلقاء والتلقين والمحاضرة في نقل المعارف للمتعلم."[3]
·
"تعتبر الأستاذ هو المصدر الوحيد للمعرفة،
بينما المتعلم مجرد وعاء يتلقى المعرفة.
· تنطلق
من كون المتعلم يلج المدرسة وهو صفحة بيضاء لا يعرف أي شيء.
· يكون
فيها التواصل بين المدرس والمتعلم تواصلا عموديا.
· تعتمد
على وسائل تقليدية (السبورة، الألواح، الكتب المدرسية، الدفاتر...).
· يتم
التقويم فيها من خلال أسلوب تقليدي يستهدف استظهار المعارف المكتسبة."[4]
-الانتقادات الموجهة لهذه
المقاربة:
وقد وجهت لهذه المقاربة في تدريس اللغات انتقادات عدة
لعل أهمها:
§
"الميل إلى اكتساب المعرفة اللغوية خارج سياق
استعمالها.
§
تعلم المعرفة اللغوية دون ضمان القدرة على نقلها واستعمالها
في وضعيات من الحياة اليومية.
§
عدم الاهتمام بالأسس النفسية والاجتماعية للمنهاج
أثناء وضع البرامج الخاصة باللغة.
§
اعتماد نظام تقويمي يقوم بالدرجة الأولى على التذكر
وإعادة إنتاج المعارف المكتسبة.
§
إنتاج جيل من المتعلمين يتحكمون في القواعد والمعارف
اللغوية، لكنهم غير قادرين على استثمارها في مواقف الحياة الحياة اليومية."[5]
وهذه المقاربة غير فعالة لأنها تنظر إلى المتعلم
كالذاكرة وكصفحة بيضاء نملؤها بالمعلومات، والمغرب –كما أشرت سابقا- لم يستطع أن
يحدث قطيعة معها إلى الآن.
يمكنكم تحميل الملف PDF كامل من هنا:
[1] - حميد حقي: أساسيات علوم التربية والديداكتيك، ص82
[2] - نفسه ص82
[3] - عبد الرحمان التومي: الجامع في ديداكتيك اللغة العربية، ص71.
[4] - عبد الرحمان التومي: الجامع في ديداكتيك اللغة العربية، ص72.
[5] - نفسه، ص 83
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق